«وقف ارتحال الطواويس» قصيدة للشاعر عبدالستار سليم

«وقف ارتحال الطواويس» قصيدة للشاعر عبدالستار سليم
«وقف ارتحال الطواويس» قصيدة للشاعر عبدالستار سليم

«وقف ارتحال الطواويس» قصيدة للشاعر عبدالستار سليم

 

بيوم الخميس انتظرتُـك

بُعـيْـدَ الصباحِ وعند الظهيرة

ووقت هبوب الرياح المطيرة

ووقت ارتحال الطواويس  نحوَ

الجداول ْ

وعند رؤوس الطُّرُق

وعند تقاطع كلِّ خطوط الأُفُــق

وكنت انتظرتُـك عند حقول السنابلْ

وعند ثنايا الشتاء

وعند انحناء الرصيف المقابلْ

و  هَـبّـت رياح الشمالِ 

و  هبّت رياح الجنوبِ

ولكنّ مُهرة ريحِـك - يا صاحبى -

لم  يُـثَـرْ خلفها من غبار

وإن كنت صـبّـرْتــنا

فى القديمِ

فها نحنُ  قد خاننا الاصطبار

فيوم الثلاثاء  .. حين افترقْنا - وُقِـيتَ

الرَّدَى-

 وأنت بنفسك واعدتنى

وما كنتَ تخلف لى موعدا

فكيف إذَن تسرق الوعد  منّى

لتصنع منه ضبابا يـلِـفّك ؟

أكنت تحاول  بعض الإجادة ؟

أكنت تُعدِّلُ قائمة الوقت قبلَ

 الوِفادة ؟

……

و جـئت …

ولكنْ بعـيْــنيْن مُغمَضتـيْن ،

وقلبٍ مخاصمه النبضُ ..

كنت حلـــيف السُّكات

فأجـبرْتنا أن نذوق مرار سُكاتِك

فها أنتـذا  قد أجَـدْتَ

الذى لم تُجِدْه طوال حياتِك

……

 وقالوا ارتحلت

وسافرت ليْلا

فمن يستبـين  سبيلَ الخيولِ

التى حاربتْـك

وكيف يُـقاسُ انتصار القلوبِ

 التى آزرتْـك

فإنّ ارتحالك  غير المبرّرِ

قـطّـع كل المسافاتِ

 عاكس كل المداراتِ

كيف سقطْت  وأنت تناضل

ضدّ التشـيّئ والإنكسار

وضدّ انتصاف حدود الـمَسار

كيف سقطْت وقامةُ عزمِكَ

كانت - إذا ما استطالت -

كزانةِ رُمْـحٍ

كفلْقةِ صُبـحٍ

أما كـنت   جالدت  بعضا

من الوقتِ

أم أنّ خصمَك كان الزمن

وحين تبارزْتُــما

كنت أنت الشجاع .. فيا للزمن !

ذرعت بلاد السؤال المغايرْ

و طُفْت بكل البحارِ وعانقت

كل المنائـرْ

و عُدتَ مشوقًا لهذا الجبل

فقد كنت تحلم أن يُستعادَ 

لأول خيط من النور - يا صاحبى -

لاقتناص المعابرْ

فأخلفَـك الجبلِ الموعدا

وضاعت حروف اللقاء سُدَى

تكبّدت كل انتصارات

حرب الخسائرْ

وقبل احتفالِـك بالنصر

وسْط الرفاق .. سمَـوْت

وآثرت أن تستذلّ كؤوس

 السـباقِ

فأهرقْـت حبر الدواةِ  وأقفلْـت

 كل الدفاتر ..!